إن شرح ذلك بسيط ومعقد في آن واحد؛ بسيط لأن اللسان التصق نتيجة لتجمد اللعاب؛ فلقد تمكن اللعاب من التجمد بسبب درجة الحرارة المتدنية وبسبب سمك معدن السور الذي تمكن من امتصاص حرارة لسان هذا المجرب المنكوب... ولكنها معقدة أيضا، لماذا يلصق اللعاب المتجمد في حين إننا نتزحلق (ولا نلتصق!) أعلى رقاق الجليد... يمكن ذكر شيئين "بسيطين" ١) تتجاذب جزيئات الغشاء المخاطي الخاص بالفم وجزيئات اللعاب بشدة ويدوم هذا التجاذب في الحالة الصلبة، فهي مترابطة كيميائيا (نتيجة للروابط التي تجعل جزيئات الماء تحبز البقاء قريبة من بعضها البعض بحيث يصعب تبخر الماء مقارنة بالسوائل الأخرى كالأثير) ٢) تكون الحلمات الصغيرة التي تغطي اللسان واللعاب المتجمد في تشابك صلب بحيث تتواجد رابطة ميكانيكية. ويبقى سؤال أكثر صعوبة لماذا يلتصق اللعاب بالسور؟ ... إن ظواهر الالتصاق شيقة جدا وهي دائما حديث الساعة، انظر Pierre Gilles de Gennes.

لقد تجمد اللعاب الموجود على سطح اللسان عند ملامسته للمعدن ذي درجة الحرارة المنخفضة، مما يعني أن جزيئات الماء أصبحت مترابطة ببعضها البعض بشكل قوي؛ وكذلك فإن سطح المعدن تغطيه طبقة من الماء نابعة من الجو الرطب، وتلتصق تلك الطبقة بالمعدن بالحالة السائلة (عند درجة حرارة أعلى من صفر) وبالحالة الصلبة أيضا (عند درجة حرارة أقل من صفر) نتيجة لوجود قوى ربط (رابطة فان درفالس Van der Waals) بين جزيئات الماء وذرات سطح المعدن (أو الطلاء الذي يغطيه)؛ فعندما يلمس اللسان المعدن تلامس جزيئات الماء على سطح اللسان جزيئات الماء أعلى سطح المعدن، فتصبح كل تلك الجزيئات مترابطة بشدة نتيجة لانخفاض درجة الحرارة عن الصفر بحيث يصبح المعدن والماء واللسان مترابطة معا مما يوازي التصاق اللسان.

يصبح اللعاب عند درجة حرارة -١٠º ثلجا وتقوم تلك الطبقة من الثلج بلحم اللسان بالجانب البارد؛ لقد أجرى الكثير من المشاغبين تلك التجربة عن طريق لعق الثلج الخارج مباشرة من المجلدة؛ إن المشكلة الوحيدة هي مشكلة فصل الالتصاق الذي ينبغي القيام به دون عنف عن طريق سكب مياه فاترة.